Pages

samedi 26 janvier 2013

الإجراءات الوقائية و التنبؤية من الزلازل و البراكين




الإجراءات الوقائية و التنبؤية من الزلازل و البراكين

تعريف البركان :

     البركان هو ذلك المكان الذي تخرج أو تنبعث منه المواد المنصهرة الحارة مع الأبخرة والغازات المصاحبة لها على عمق من القشرة الأرضية ويحدث ذلك خلال فوهات أو شقوق . وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالا أرضية مختلفة منها التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية .

الوقاية من البراكين:

     تعتبر الثورات البركانية من أسهل الكوارث التي يمكن التنبؤ بها، وذلك لأنها تكون مصحوبة بالعديد من الظواهر الفيزيائية والتفاعلات الكيماوية، التي يمكن مراقبتها كل على حدة.

     فالثورات البركانية تكون دائما مسبوقة بنشاط زلزالي كثيف وبتمدد للقشرة الأرضية، كما أنه يكتشف بكل سهولة استفاقة البراكين الخامدة، وذلك عن طريق وجود بعض أجهزة قياس ورصد الزلازل، وهو ما يسمح بإعطاء الإنذار في الوقت المناسب.

     أما عندما يكون هناك خطر بركاني وشيك، فمن السهل ملاحظة صعود اللافا إلى السطح وانتفاخ سطح التربة، وتحرر الغازات، كما يسجل في نفس الوقت حدوث اضطرابات محلية في حقل الجاذبية والحقل المغناطيسي للأرض.

     فظهور هذه الظواهر وترددها وكذا شدتها، يسمح بإعطاء الإنذار على المدى المتوسط عن طريق المعطيات التي يتم تقديمها عن طريق مجموعة من أجهزة الكشف، هذه الأخيرة تقوم بتحليل إصدارات الغازات المنبعثة من البركان،وبتسجيل التغيرات التي تحدث في تكوين التربة على السطح وفي الأعماق، كما يمكنها تسجيل أدنى التغيرات التي تحدث في حقلا لجاذبية والحقل المغناطيسي للأرض.

     وتتعقد الأمور، كلما اقتربت الحمم والمواد المنصهرة من السطح، مركزة تأثيراتها على مساحة تزداد صغرا شيئا فشيئا، كلما اقتربت من فوهة البركان.

     ولهذا تتطلب كل هذه التطورات، نشر واستعمال أجهزة قياس وكشف إضافية حتى يسهل الإحاطة بالمناطق الأكثر خطرا في البركان، حيث يؤدي ارتفع الضغط في هذا الأخير إلى تضاعف الظواهر الكيماوية والفيزيائية.

     وكلما أصبح الانفجار البركاني وشيك، كلما أصبح من الصعب التنبؤ وقت حدوثه، ولهذا فالتوقعات على المدى القصير في هذا المجال هي نادرة،كما أنها قليلة في وقتنا الحالي، بسبب عدم توفر أجهزة الكاشف القياس في مجموع البراكين، التي هي في حالة نشاط عبر مختلف أرجاء العالم.

أما في حالة البراكين المعروفة بخطورتها والمصنفة بالمتفجرة، فأبسط شيء يمكن عمله هو تحديد منطقة عازلة،يمنع الدخول إليها وإجلاء السكان القاطنين بالقرب منها، إلا أن تطبيق هذه الإجراءات على أرض الواقع يصبح صعبا، وذلك راجع إلى أسباب اجتماعية واقتصادية واضحة، كما أنهمن غير المعقول تهجير سكان مدن وقرى بأكملها من منطقتهم.

كيف تتصرف في حالات إنبعاث البراكين:

     إن أهم ما تختص به البراكين عند انبعاثها أو حدوث الثوران البركاني يتلخص في ثلاثة عناصر رئيسة:
• الشعور بها : عن طريق الاهتزازات الأرضية الناتجة عن محاولة الصهير البركاني النفوث إلى خارج سطح الأرض.

• سماعها : عن طريق الانبعاثات البركانية (صوت مدوي مصاحب في بعض الحالات باهتزازات نتيجة تحرر الصهير الجوفي من الضغط وكذلك تحرر الغازات الذائبة) .

• رائحتها : عن طريق استنشاق أو شم رائحة نفاذه هي عبارة عن مركبات عنصر الكبريت الذي يصاحب الانبعاثات البركانية .

لذلك أخي المواطن والمقيم عندما تستشعر أحد أو كل هذه العناصر عليك أن تتيقن أن هذا إنذار فوري باحتمال حدوث انفجار بركاني وعليك إتباع التعليمات التالية:

1- غادر منزلك فورا أو مكان عملك أيا كانت طبيعته عندما تشعر بالاهتزاز أو تساقط الأثاث فهذه مقدمة لثوران البركان .

2- لا تحمل أيا من أغراضك أو مقتنياتك الشخصية أو العائلية لان الوقت لا يتسع إطلاقا لذلك وابتعد حتى عن حواف المباني والأعمدة والجسور.

3- انظر إلى الفضاء في مستوى نضرك أو أعلى قليلاً لكي تلاحظ سحابة الدخان أو الرماد والغبار المنبعث من موقع البركان ولا تتجه إليها إطلاقا.

4- سارع في الابتعاد عن المكان إذا كنت قريبا من مصدر البركان أو كنت في الاتجاه الذي يمتد إليه الرماد والغبار البركاني بفعل الرياح (واستخدم وسائل النقل لان عامل الوقت مهم).

5- احم جهازك التنفسي من الغبار البركاني (لأنه دقيق ويعلق في الهواء ويمكن أن يصل إلى أماكن ابعد) باستخدام أي وسيلة أو قناع واقي من القماش .

6- اتبع تعليمات الدفاع المدني عند سماع نغمات الإنذار أو مكبرات التوجيه الصوتي التي تطلب منك الإخلاء واتجه إلى مواقع الإيواء ولا تترد أو تتأخر لحماية نفسك وأسرتك .

7- إن منزلك ومتجرك ومقتنياتك هي في مأمن فلا تقلق وستعود إليها فور استقرار الوضع لذا لا تبدد الوقت في هذه اللحظات.
إن هذه التعليمات هامة جدا ومبسطة في ذات الوقت وهي تعليمات احترازيه فقط نهدف من خلالها إلى حمايتك وحماية أسرتك ومجتمعنا فلا تقلق .

تعريف الزلازل: 
     الزلازل هي اهتزازات مفاجئة تصيب القشرة الأرضية عندما تنفجر الصخورالتي كانت تتعرض لعملية تمدد، وقد تكون هذه الاهتزازات غير كبيرة بل وتكاد تلاحظ بالكاد وقد تكون مدمرة على نحو شديد.

التنبؤ بالزلازل:

     يستطيع العلماء توقع و معرفة مواقع الزلازل على المدى الطويل ودلك بدقة لا بأس بها فهم يعرفون مثلا ان حوالي80%من الزلازل العالمية تقع على امتداد حزام طوق المحيط الهادئ .

     حيث يعمل العلماء على إصدار نشرة دقيقة عن توقع زمن حدوث الزلازل في المستقبل ويتابع الجيولوجيون بدقة نطق صدوع معينة بحيث يتوقعون حدوث الزلازل حينها وعلى امتداد نطق الصدوع هده يرصد العلماء زلازل صغيرة وتخلعات وميلان في الصخور وحوادث أخرى تشير كلها إلى أن زلزالا كبيرا على وشك الوقوع .كما يستعمل العلماء آلة تسجيل تسمى مرسمة الزلازل أو السيسموغراف تستطيع رصد حركة الأرض الناجمة عن الموجات السيزمية الصادرة عن الزلازل القريبة والبعيدة.كما أن هذا التنبؤ يمكن أن يحصل من خلال تلك الشواهد:

-إختلاف مناسيب المياه في الآبار فجأة.
-تصاعد غاز الرادون من الآبار.
-الهروب المفاجئ للحيوانات
إرشادات الوقاية من أخطار الزلازل

أولا أثناء وقوع الخطر :

أ ـ في المنزل أو في أماكن العمل أوالمدارس :

1- تصرفك بهدوء بدون خوفأ وهلع دليل وعيك .
2- خروجك أنت وأفراد أسرتك إلى الأماكن المكشوفة يضمن لك السلامة .
3- ابتعادك عن النوافذ الزجاجية و المرايا يحميك من خطر تطايرها عليك.
4- استنادك على أحد الأعمدة أو جلوسك تحت أي طاولة قوية أو أسفل الزوايا الداخلية للمبنى يحميك من خطر الهزة .
5- تجنبك استعمال المصاعد خشية انقطاع الكهرباء آمان لك .
6- إغلاقك لمصدر الغاز الرئيس والتيار الكهربائي يضمن عدم تسربه أو اشتعاله .

ب - في السيارة:

1- إيقافك السيارة في مكان آمن بعيداً عن المباني والأعمدة يجنبك الخطر .
2- تجنبك المرور على الجسور والكباري وأسفل الأنفاق ليضمن لك السلامة.
3- استماعك لتعليمات الدفاع المدني عبر وسائل الإعلام يساهم فيتجاوز الخطر.
4- يمكنك إبلاغ الدفاع المدني على هاتف (998) عن مشاهدة أي خطر.

ثانياً بعد انتهاء الخطر:

1- تأكد من سلامة المنشأة قبل الدخول أليها يضمن لك السلامة .
2- تأكد من سلامة تمديدات الكهرباء والغاز قبل الدخول للمنشأة وعدم تشغيلها يضمن لك السلامة.
3- عند مشاهدة آثار تصدعات راجع أقرب مكتب هندسي للكشف عليها والتأكد من سلامتها.

البترول



البترول
تكرير النفط ( Oil Refining )
البترول في صورته الخام ( crude oil )غير مفيد ، وللاستفادة منه تتم معالجته بمجموعة من العمليات ، ويطلق على هذه العمليات تكرير البترول ، والتي ينتج عنها مجموعة من المشتقات المفيدة ( Petroleum Products ) ، وتمرّ عملية تكرير النفط عادةً بالمراحل التالية :

أولاً : المعالجة الأوليّة : وتشمل التخلّص من الماء والأملاح المصاحبة للنفط ، وهي خطوة مهمّة تسبق عملية التقطير لكون وجود الماء والأملاح في برج التقطير يسبب مشاكل خطيرة ، فقد ينتج عن وجود الماء انفجار برج التقطير للضغط الهائل الذي ينتج من تبخّرالماء ، أمّا الأملاح فتسبب تآكل ( corrosion ) الحديد المصنوع منه مادة البرج

ثانياً :عملية التقطير ( Distillation ): وهي العملية المهمّة والرئيسة والتي تتم في أبراج ضخمه ، وينتج عنها فصل البترول إلى مكوناته ،وبوجهِ عام فإن معظم المشتقات البترولية الناتجة من برج التقطير التجزيئي للنفط تكون على النحو التالي :

1- الغازات ( petrol ether )وهو منتج يتألف من عدد قليل من المركبات العضوية معظمها عبارة عن هيدروكربونات خفيفة مثل الميثان والايثان والايثلين والبروبان والبوتان وغيرها وفي الغالب تتراوح أعداد ذرات الكربون في المركبات المكونة لها من 1-4 وتتكثف عند درجات غليان أقل من 25 درجة م ويستخدم هذا المشتق في انتاج غاز الطهي ( البيوتاغاز ) وانتاج غازات أخرى مثل غاز الاسيتلين المستخدم في عمليات اللحام ، كما يعتبر هذا المشتق مادة تغذية هامة جداَ للصناعات البتروكيميائية .

2- السوائل الخفيفة ( light petrol ) وأهمها منتج الجازولين ( gasoline) ( وقود السيارات ) وتتراوح أعداد ذرات الكربون في مركباته من 5-9 ويتكثف عند درجات حرارة 35-150 ويعتبر الحقيقة هذا المنتج من أهم مشتقات البترول نظراً للإستخدام الواسع النطاق له في كل دول العالم .

3- الكيروسين ( kerosene )تتراوح أعداد ذرات الكربون في هذا المشتق من 9-15 ذرة كربون ويتكاثف عند 150-250 ويستخدم كوقود للطائرات النفاثة (jet engine fuel) ، كما يستخدم نوع رديء منه كوقود رخيص الثمن في المنشأآت الصناعية والمنازل .

4- الديزل أو السولار ( Diesel ) سائل أثقل من الكيروسين يستخدم كوقود في المصانع والمحركات الضخمة والشاحنات .

5-السوائل الثقيلة ( lubrication oil )وهي تتألف من مركبات تتكاثف عند عند درجات حرارة أعلى من 300 درجة م ويتم انتاج زيوت التزييت المختلفة منها ، كما تعتبر مصدر مهم للصناعات البترولية حيث يمكن تحويل جزء منها إلى مشتقات خفيفة كالجازولين عن طريق عمليات بترولية معروفة مثل التكسير الحراري والتكسير الحفزي .

6- الزفت ( asphalt )وهي البقايا المتجمعة في قاع البرج تتألف من مركبات عضوية ( هيدروكرونات وغيرها ) ذات وزن جزيئي عالي ودرجات غليان مرتفعة جداً وتستخدم في طلاء الانشاءآت الخرسانية وطلاء السفن وفي تزفييت الطرق وتعبيدها .

ثالثاً : تحسين المواصفات :
بعد الحصول على هذه المشتقات فإنه لايتم تسويقها مباشرة لأنها في الحقيقة غير صالحة للآستخدام حتى الآن ، ولكي تكون صالحة للاستخدام لابد من إجراء بعض التحسينات عليها لتكون ملائمة للاستخدام المطلوب فلو أخذ على سبيل المثال الجازولين مباشرة من برج التقطير ووضع في سيارة فإن المحرك سوف يعمل مصحوباً بخبط شديد وضوضاء ، ولو استخدم الكيروسين مباشرة كوقود للطائرة لسقطت الطائرة لاحتواء الكيروسين غير المعالج على مواد شمعية تتجمد في أنابيب التوصيل بالطائرة عند درجات الحرارة المنخفضة في الأجواء المرتفعة .

اذاً فلابد من القيام ببعض العمليات التي تجعل المشتق جاهزاً للستخدام وهذا ما يعرف باسم ( تحسين المواصفات ) .فالجازولين الناتج يتم له ما يعرف باسم رفع الاوكتان نمبر ( رقم الاوكتان ) ليعمل محرك السيارة في هدوء وسلاسه حيث وجد أن بعض المركبات المكونة للنفط تحترق بطريقة تسبب خبط للمحرك فيتم إزالتها والبعض الآخر يحترق بهدوء ورتابة ( مثل الاوكتان ) فيتم إضافة المزيد منها ، كما لوحظ أنه إذا أضيفت بعض المركبات غير الموجودة في النفط أصلاً فإن رقم الاوكتان يرتفع كثيراً ويعطي ( بنزين ممتاز ) مثل رباعي ايثيل الرصاص وقد تم التوقف عن اضافة هذا المركب للجازولين نظراً للتلوث البيئي الكبير الذي يحدثه ممثلاً في أكاسيد الرصاص السامة الناتجة من عملية الاحتراق .

أما الكيروسين المستخدم في الطائرات كوقود فيتم له ما يعرف باسم عملية إزالة الشموع وهي المركبات ذات السلاسل الطويلة والتي يمكن أن تتجمد بسهولة داخل مواسير الطائرة الامر الذي يؤدي إلى سقوطها فيتم إزالة هذه المركبات لخفض درجة تجمد الوقود بحيث عندما تصعد الطائرة إلى طبقات الجو العليا فإن الوقود يقاوم عملية التجمد بسبب انخفاض درجة الحرارة .
وهكذا بالنسبة لبقية المشتقات فيتم لها عملية تحسين مواصفات مناسبة للاستخدام الذي سستستخدم فيه .

التأثيرات البيئية ( Environmental effects )

يعتبر النفط من أهمّ الملوثات البيئية سواءً في البرّ أو البحر ، ويصحب عملية استخراج النفط مخاطر تلوّث في أغلب الأحيان ، وخاصّةً عندما يستخرج من قاع البحر ، حيث تتأثّر الكائنات الحيّة التي تعيش في تلك المناطق بشكلٍ كبير، هذا بالإضافة إلى الحوادث التي تتعرّض لها ناقلات النفط العملاقة والتي ينجم عنها تعرّض مناطق واسعة للتلوث النفطي . ولا ننسى أيضاً التلوّث النفطي الناتج عن الحروب ، وليست ببعيدٍ عنّا التلوّث الهائل الذي شمل الخليج العربي والمناطق القريبة منه ابان حرب تحرير الكويت في عام 1991 م .

أنواع النفط ( Classification )

يمكن تصنيف النفط حسب كثافته ، إلى نفط ثقيل ( heavy ) ونفط خفيف ( light ) ، وترجع خاصية اختلاف كثافة البترول إلى نسبة الهيدروكربونات الثقيلة فيه ، فكلّما زادت هذه النسبة زادت كثافة النفط ، وفي الحقيقة فإنّ النفط الخفيف أكثر طلباً في السوق وأغلى سعراً وذلك بسبب امكانية الحصول منه على كميّات كبيرة من المشتقات البترولية وبالذات الجازولين ( gasoline) والذي يعتبر المشتقّ البترولي الأكثر طلباً في العالم . كما يمكن تصنيف البترول إلى بترول حلو sweet ( نسبة كبريت sulfur منخفضة ) ، وبترول حامض sour ( نسبة كبريت عالية ) ، وبالطبع فإنّ النفط الحلو أكثر طلباً في السوق العالمية .

الخيال:



الخيال:
      
    يقول (غابرتال تارد) :
     " أن تقدم البشرية يتم بفضل هؤلاء الذي يتجاوزن حاضرهم بمخيلفهم....  

 حـلـل ونــاقــش الطريقة الاستقصائية.     أن التخيل وظيفة من وظائف النفس و هي تتميز بالقدرة على تحليل الصورة و تركيبها. فالتخيل قوة مصورة تريك صور الأشياء الغائبة، فيتخيل لك أنها حاضرة، كما يمكنها تأليف صورة ذهنية بالاعتماد على أشياء واقعية وأن لم يعبر عن شيء حقيقي موجود، فإذا كان قلة من الناس في هذه المجتمعات يملكون هذه القوة المبدعة التي تجعلهم تنظرون إلى الواقع لا كما هو كائن وإنما كما ينبغي أن يكون فيتجاوزون المجهول بخيالاتهم و يوجهون غيرهم بإبداعاتهم فما دور التخيل المبدع في تقدم البشرية؟ أو بمعنى آخر ما دور رجال الإبداع في بناء الحضارات؟ 

    التخيل عموما هو نعمة عقلية وهبها الله سبحانه وتعالى لبعض عباده، فبقوة التخيل يمكن للفرد أن يتصرف في الصورة المبدعة الذهنية بالتحليل و التركيب، بالزيادة والنقصان حتى تستقر الصورة المبدعة في مخيلة فيكون بذلك الفرد المبدع موهوب ومميز عن غيره وهو نعمة وهب لمجتمعه ينيـر لهـم الطريق بما له قدرة على تجاوز  الواقع بخياله و فهم المشاكل و إيجـاد لهـا الحلول. فحضارة الأمة تقاس بمدى قدرة أفرادها على الإبداع و الاختراع، فالمجتمعات المبدعة هي التي تملك أفرادا موهوبين يمنحونها القدرة على البقاء و الاستمرار فالإبداع الحضاري شرط في بقاء الأمة واستمرارها. 

    أن الخيال المبدع يرتبط بوجود الذات أولا. فهو يوجد لدى فرد يتمتع بعوامل نفسية و عقلية خاصة كالميل و الموهبة، كما يربط وجوده بالشروط الاجتماعية الملائمة  كالتفتح وتوفر الحاجة لأنها مادة المبدع. و متى توفرت الشروط الملائمة للإبداع فان المبدع يسبح بخياله في مختلف الحضارات الإنسانية قديما و حديثا ألوانا مختلفة من الإبداع وفي مختلف المجالات أهمها حديثا الميدان الفني بتعدد أشكاله وأنواعه، الميدان العلمي بقوانينه ونظرياته العلمية، الميدان التقني بأدواته و وسائله التي يسرت شروط الحياة.... وهكذا فالتخيل المبدع يوحد حيث توجد شروطه و ينعدم حيث تنعدم شروطه.  
   إذا كان من غير الممكن حصر ميادين الإبداع، ومختلف الابتكارات التي أبدعها الإنسان في تاريخه الطويل، فانه ينبغي لنا أن نؤكد بأن الإبداع يعتبر ذكاء الأمة و عبقريتها فقيمة الإبداع لا تقدم بثمن لدى الشعوب المتحضرة لأنها تدرك أن السلوك المبدع هو المقياس الحقيقي للشعوب على المستوى الحضاري، فالحضارة أو الثقافة كلتا هما نتاج لعبقرية الفرد التي تأبى أن تتفجر إلا في بيئتها الملائمة، وإّذا كان الإبداع على هذا القدر من القيمة فلأنه موجه لخدمة الإنسان وزيادة رفاهية في الحياة، أما تاريخ الاكتشافات أثبت أن الإبداعات الفردية لا توجه دائما لخدمة الإنسان بل قد توجه لتدميره و هذا هو الجانب السلبي للإبداع. 

    إن الفصل في تطور البشرية يعود إلى المبدعين، فالمبدعون هم مصابيح البشرية، فهم الذين يرمون بأنصارهم وراء المجهول فيوجهون غيرهم. فمن يقضي على شروط الإبداع يقضي على شروط بناء الحضارة، فلا حضارة بدون إبداع، فلإبداع آية والحضارة لغتها، وهذا ما عنا تارد بقوله :" تقدم البشرية يتم بفضل هؤلاء الذين يتجاوزون الحضارة بمخيلتهم ". وهو يعني بذلك العباقرة و المبدعين وأصحاب الخيال عموما. وقد قال قائل : " وقد لا يكون لدى المرء أفضل من مخيلة خصبة يمتلكها ..." .