Pages

samedi 26 janvier 2013

الخيال:



الخيال:
      
    يقول (غابرتال تارد) :
     " أن تقدم البشرية يتم بفضل هؤلاء الذي يتجاوزن حاضرهم بمخيلفهم....  

 حـلـل ونــاقــش الطريقة الاستقصائية.     أن التخيل وظيفة من وظائف النفس و هي تتميز بالقدرة على تحليل الصورة و تركيبها. فالتخيل قوة مصورة تريك صور الأشياء الغائبة، فيتخيل لك أنها حاضرة، كما يمكنها تأليف صورة ذهنية بالاعتماد على أشياء واقعية وأن لم يعبر عن شيء حقيقي موجود، فإذا كان قلة من الناس في هذه المجتمعات يملكون هذه القوة المبدعة التي تجعلهم تنظرون إلى الواقع لا كما هو كائن وإنما كما ينبغي أن يكون فيتجاوزون المجهول بخيالاتهم و يوجهون غيرهم بإبداعاتهم فما دور التخيل المبدع في تقدم البشرية؟ أو بمعنى آخر ما دور رجال الإبداع في بناء الحضارات؟ 

    التخيل عموما هو نعمة عقلية وهبها الله سبحانه وتعالى لبعض عباده، فبقوة التخيل يمكن للفرد أن يتصرف في الصورة المبدعة الذهنية بالتحليل و التركيب، بالزيادة والنقصان حتى تستقر الصورة المبدعة في مخيلة فيكون بذلك الفرد المبدع موهوب ومميز عن غيره وهو نعمة وهب لمجتمعه ينيـر لهـم الطريق بما له قدرة على تجاوز  الواقع بخياله و فهم المشاكل و إيجـاد لهـا الحلول. فحضارة الأمة تقاس بمدى قدرة أفرادها على الإبداع و الاختراع، فالمجتمعات المبدعة هي التي تملك أفرادا موهوبين يمنحونها القدرة على البقاء و الاستمرار فالإبداع الحضاري شرط في بقاء الأمة واستمرارها. 

    أن الخيال المبدع يرتبط بوجود الذات أولا. فهو يوجد لدى فرد يتمتع بعوامل نفسية و عقلية خاصة كالميل و الموهبة، كما يربط وجوده بالشروط الاجتماعية الملائمة  كالتفتح وتوفر الحاجة لأنها مادة المبدع. و متى توفرت الشروط الملائمة للإبداع فان المبدع يسبح بخياله في مختلف الحضارات الإنسانية قديما و حديثا ألوانا مختلفة من الإبداع وفي مختلف المجالات أهمها حديثا الميدان الفني بتعدد أشكاله وأنواعه، الميدان العلمي بقوانينه ونظرياته العلمية، الميدان التقني بأدواته و وسائله التي يسرت شروط الحياة.... وهكذا فالتخيل المبدع يوحد حيث توجد شروطه و ينعدم حيث تنعدم شروطه.  
   إذا كان من غير الممكن حصر ميادين الإبداع، ومختلف الابتكارات التي أبدعها الإنسان في تاريخه الطويل، فانه ينبغي لنا أن نؤكد بأن الإبداع يعتبر ذكاء الأمة و عبقريتها فقيمة الإبداع لا تقدم بثمن لدى الشعوب المتحضرة لأنها تدرك أن السلوك المبدع هو المقياس الحقيقي للشعوب على المستوى الحضاري، فالحضارة أو الثقافة كلتا هما نتاج لعبقرية الفرد التي تأبى أن تتفجر إلا في بيئتها الملائمة، وإّذا كان الإبداع على هذا القدر من القيمة فلأنه موجه لخدمة الإنسان وزيادة رفاهية في الحياة، أما تاريخ الاكتشافات أثبت أن الإبداعات الفردية لا توجه دائما لخدمة الإنسان بل قد توجه لتدميره و هذا هو الجانب السلبي للإبداع. 

    إن الفصل في تطور البشرية يعود إلى المبدعين، فالمبدعون هم مصابيح البشرية، فهم الذين يرمون بأنصارهم وراء المجهول فيوجهون غيرهم. فمن يقضي على شروط الإبداع يقضي على شروط بناء الحضارة، فلا حضارة بدون إبداع، فلإبداع آية والحضارة لغتها، وهذا ما عنا تارد بقوله :" تقدم البشرية يتم بفضل هؤلاء الذين يتجاوزون الحضارة بمخيلتهم ". وهو يعني بذلك العباقرة و المبدعين وأصحاب الخيال عموما. وقد قال قائل : " وقد لا يكون لدى المرء أفضل من مخيلة خصبة يمتلكها ..." .

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 

Blogroll

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديد المواضيع و الأخبار المنشورة.